في أعماق قرية صغيرة تقع في أرياف فيمهب، ولد شاب يُدعى يحي في أسرة فقيرة. كانت أيامه مليئة بالعمل الشاق والتعب في ورشة مجوهرات صغيرة تديرها عائلة سبرجل.


كان يحي شابًا مخلصًا ومجتهدًا، يحب عمله ويتطلع دومًا لتعلم المزيد عن صناعة المجوهرات. كان يقوم بتلميع الأحجار الكريمة وصقل الذهب بأيديه البراعم. عمله الدقيق ومهارته الفذة جعلته يبرز بين زملائه، وكان يتلقى ثناءً من صاحب الورشة، السيد سبرجل.


ومع ذلك، كان هناك حلم يحلم به يحي منذ نعومة أظافره. حلم بأن يصبح تاجرًا مشهورًا في سوق فيمهب، حيث يتم عرض أجمل المجوهرات والأحجار الكريمة. ولكن بما أنه كان فقيرًا ولم يكن لديه ما يكفي من المال لبدء عمله الخاص، استمر يحي في العمل في ورشة سبرجل.


في يوم من الأيام، وأثناء تنظيف الورشة، قابل يحي فتاة جميلة تُدعى سلمى. كانت سلمى ابنة تاجر ثري في المدينة، وكانت تزور ورشة السيد سبرجل لاختيار قطعة مجوهرات فريدة للمناسبة القادمة. لقد انبهر يحي بجمال سلمى من النظرة الأولى. وعلى الرغم من الفوارق الاجتماعية الكبيرة بينهما، شعر يحي بأن هناك ارتباطًا خاصًا بينهما.


لم تكن سلمى أيضًا قادرة على إخفاء إعجابها بيحي. ومع مرور الوقت، نشأت قصة حب رائعة بين الشاب الفقير والفتاة الثرية. كانوا يجتمعون سرًا في مكان سري في قرية صغيرة بالقرب من النهر. كانت لحظاتهم مليئة بالسعادة والأمل، حيث كانوا يحلمون بمستقبل مشرق يضمهما معًا.


لكن الحياة ليست دائمًا سهلة، فعندما علم والد سلمى بعلاقتهما، غضب ورفض فكرة زواج ابنته من رجل فقير مثل يحي. قرر والد سلمى تزويجها برجل ثري يليق بمكانتها الاجتماعية.


في حين أن سلمى كانت تحب يحي بصدق، تأثرت بقرار والدها وشعرت بالحزن واليأس. أما يحي، فلم يستسلم للظروف الصعبة والعقبات التي تعترض طريقه. على الرغم من حبه العميق لسلمى، قرر أن يحقق حلمه بأن يصبح تاجرًا ناجحًا.


بدأ يحي في العمل بجدية مضاعفة في ورشة سبرجل. اكتسب خبرة أكبر في صناعة المجوهرات وبدأ في تطوير أفكاره الإبداعية الخاصة. كان يعمل ليلاً ونهارًا، مُدركًا أن هذه الجهود الإضافية هي مفتاح نجاحه.


مع مرور الوقت، بدأت قطع المجوهرات التي صنعها يحي تلفت انتباه الناس في السوق. انتشرت شهرته تدريجياً، وبدأ يجذب اهتمام تجار المجوهرات الكبار في الم


دينة. قرروا مقابلته واستكشاف موهبته الفريدة.


أثناء إحدى المعارض الكبيرة للمجوهرات في سوق فيمهب، قرر يحي الاستفادة من هذه الفرصة وعرض تصاميمه الخاصة. تم تنظيم جناح خاص لعرض إبداعاته، وكانت الاستجابة مذهلة. تمتلأ طاولته بالطلبات والعروض التجارية من أصحاب المحلات والزبائن.


تنفس يحي الصعداء، فقد كانت هذه هبة الحظ التي كان ينتظرها طويلاً. بدأ يقوم بتنفيذ الطلبات وتلبية رغبات الزبائن، وتطور عمله الشخصي بشكل مستمر.


في هذه الأثناء، كانت سلمى تتابع نجاح يحي بإعجاب وإعجاب متزايد. بدأت تدرك أنه ليس مجرد رجل فقير، بل رجل طموح وموهوب يستحق الاعتراف والتقدير. أدركت أن قلبها لا ينتمي إلا إليه.


وفي أحد الأيام، عندما كان يحي يجهز مجموعة جديدة من المجوهرات، قرر أن يختتم رحلته بمفاجأة لسلمى. أعد تحضير قلادة فريدة من نوعها مصنوعة خصيصًا لها، مع رسالة تعبير عن حبه العميق.


في ليلة رومانسية في قرية صغيرة بالقرب من النهر، قابل يحي سلمى وأعطاها القلادة الجميلة. كانت دموع الفرح تملأ عيني سلمى، وهمست له قائلة: "أنت الرجل الذي أحبه، ولا يهمني ماضيك أو مكانتك. أريد أن أكون معك إلى الأبد."


وهكذا، تغلب يحي وسلمى على العوائق والفجوة الاجتماعية التي كانت تفصل بينهما. تزوجا وأسس


ا حياة جديدة مليئة بالحب والسعادة. أصبح يحي تاجرًا ناجحًا، وتعاونا معًا في إدارة مشروعهما المشترك.


تحقق حلم يحي الذي بدأ من الصفر، ولكن الأهم من ذلك، وجد الحب الحقيقي والسعادة الدائمة في حياته. واكتشفت سلمى أن الثروة الحقيقية تكمن في الروح والقلب، وليس فقط في الثروات المادية.


وهكذا، انتهت قصة يحي من الصفر إلى النجاح والحب، ملهمة الجميع بأنه بالإصرار والإيمان، يمكن لأحلامنا أن تتحقق حتى في أصعب الظروف.